فرضت سلطات أمن مطار القاهرة الدولي سرية تامة علي وصول المرأة الحديدية هدي عبد المنعم علي متن الطائرة اليونانية "أوليمبيك" القادمة من أثينا.. قال مصدر مسئول بالمطار إن المرأة الحديدية وصلت القاهرة حاملة جواز سفر منتهي الصلاحية وقدمت مستندات تفيد تسوية وسداد مديونياتها.
أضاف أنه تم القبض عليها ونقلها وسط حراسة مشددة إلي قطاع الأمن العام تمهيدا لعرضها علي المستشار عبد المجيد محمود النائب العام لأنها مدرجة علي قوائم الترقب والوصول بقرار من النائب العام لصدور احكام ضدها بالسجن في قضايا قروض وتوظيف أموال.. ولم تتلق سلطات أمن المطار ما يفيد إلغاء قرار إدراجها علي القوائم.
كانت هدي عبد المنعم قد صدر ضدها أحكام غيابية بالحبس 60 عاما في 31 قضية.
علمت "المساء" أن المرأة الحديدية ستظل محبوسة بعد عمل المعارضات علي الاحكام الصادرة غيابيا في النيابات المختصة وذلك لصدور حكم جنائي بالسجن 10 سنوات لاتهامها بالتزوير في محررات رسمية واستخدامها في الحصول علي تسهيلات ائتمانية والاستيلاء علي أموال البنوك.
بدت المرأة الحديدية شاحبة الوجه وعليها علامات الشيخوخة وتخطو ببطء شديد مثل المرأة العجوزة ورفضت التحدث إلي مندوب "المساء" عقب القبض عليها قائلة انها تعاني من آلام شديدة بالبطن لإصابتها بالتهابات بالمعدة.
أكد مصدر قضائي أن الاحكام الصادرة ضد هدي عبدالمنعم لم تسقط بالتقادم وذلك لسفرها خارج البلاد حيث أن القضية تسقط بالتقادم بشرط عدم تمكن أجهزة الأمن من القبض علي المتهم أثناء وجوده داخل البلاد وليس أن يكون قد هربت خارج البلاد حيث يقدم محامي المتهمة شهادة تحركات تفيد وجود المتهمة داخل البلاد من عدمه.
من هي هدي عبدالمنعم..؟
هدي عبدالمنعم محمد ابراهيم ولدت في أسرة بسيطة ببورسعيد وحصلت علي دبلوم تجارة عام 1965 وكانت تعمل موظفة علي الآلة الكاتبة باحدي الشركات ثم التحقت بالعمل مع أحد رجال الاعمال العرب في السبعينيات وتزوجت من رجل اعمال ليبي وسافرت معه إلي ليبيا واغدق عليها بالمال والمجوهرات وجمعت من ورائه ثروة طائلة وهربتها إلي مصر ثم طلبت الطلاق.
اقتحمت المرأة الحديدية عالم المال والاقتصاد والتعمير والاسكان ونفذت العديد من المشروعات بمصر والدول العربية واسست شركة "هيدكو مصر" وشريحة التجمع لاسكان المغتربين ومارست انشطة تجارية ومالية عديدة منها المقاولات وتوظيف الاموال وشراء الاراضي وتمكنت من توطيد علاقتها بكبارالمسئولين في بعض البنوك سهلوا لها الحصول علي ملايين الجنيهات بضمانات مزورة ووهمية ثم توقفت عن السداد واقامت مشروعات سكنية مخالفة وباعتها بملايين الجنيهات ولم يتسلمها اصحابها لصدور قرارات بإزالتها من الاحياء.
تمكنت هدي عبدالمنعم من الهروب عام 1987 حيث خرجت بجواز سفر مزور من مصر إلي لندن ثم اثينا وانتحلت اسماً مستعاراً "صفية محمد سلام" وهو اسم زوجة بواب مسكنها بمصر الجديدة واستخرجت جواز سفر بهذا الاسم وحصلت علي بطاقة اقامة باليونان وقامت بإنشاء 5 شركات للملاحة والشحن مع اخرين من خلال مقر دائم لها بأثينا بعد ادعائها انها مسيحية حتي لا يتم تسيلمها إلي مصر.
مديونيات المرأة الحديدية
كشفت تحقيقات المستشار اسماعيل ابوالعز مساعد المدعي العام الاشتراكي ان مديونية هدي عبدالمنعم بعد هروبها منذ 22 عاماً للبنوك بلغت 12 مليوناً و 350 الف جنيه و 4 ملايين و 598 ألف دولار.
لم تلتزم بردها أو تنفيذ التسويات التي أبرمتها مع البنوك الدائنة واحيلت بعد شهرين من قرار المنع من التصرف إلي محكمة القيم لفرض الحراسة علي اموالها وفي 12 يوليو عام 1987 قضت محكمة القيم برئاسة المستشار سيد عبدالباقي نائب رئيس محكمة النقض بفرض الحراسة علي اموالها وأموال شركائها.
وفي 26 ديسمبر من نفس العام أيدت محكمة القيم العليا الحكم الصادر بفرض الحراسة علي اموالها.
بدأت المرأة الحديدية رحلة السقوط عام 1987 بعد تلقي المستشار عبدالقادر احمد علي المدعي العام الاشتراكي آنذاك بلاغات من الافراد والبنوك ضد هدي عبدالمنعم لعدم تسليمها الوحدات السكنية لحاجزيها وتوقفها عن سداد مديونيتها للبنوك فأصدر قراراً في شهر مارس عام 1987 بمنعها من التصرف في أموالها العقارية والمنقولة ومنع زوجها صلاح الدين مختار واشقائها لبيبه وفاطمة واسماعيل وابراهيم ووالدتها عائشة محمد عبدالرحيم وشركتها "هيدكو مصر" المغتربين من التصرف في أموالهم وتم تشكيل 16 لجنة لجرد ممتلكاتها والتحفظ عليها ومن بينها شركة هيدكو مصر والمغتربين بمصر الجديدة و17 عقاراً سكنياً فاخراً ومواقع اخري للشركتين بأماكن متفرقة ومحتويات مسكنها التي قدرت ب 23 ملايين جنيه بخلاف تحف وهدايا ونجف واجهزة كهربائية و7 سيارات حديثة فارهة.