كنت اهم ان اغفو واخلد للراحة منتهزا الهدوء الذي غرق فيه الكون تحت سكينة الليل وانتهز الساعات المتبقية من عمر الليل ،ولكن انتفضت من فراشي على صوت ارتطام عنيف تناولت أي شيئ وقع في يدي من ثياب ونزلت الشارع ركضا واذا به حادث سيارة دهست شاب على دراجة نارية ولكن صاحبها لم يتوقف وانتهز فرصة عدم وجود شهود وفر تاركا ورائه الشاب ينزف دما ،ركضت نحوه واذا بالدماء تغطي وجهه رغم ان المنظر كان رهيبا الا انني مددت يدي الى صدره اتحسس نبضات قلبه وقبل ان الامس جسده مد يده لي وقبض على ساعدي كانت قبضة قوية كان يهمهم بكلمات لم اعيها ،ثم انبعث من فمه نور ابيض راح يطوقني ويلتف حولي كالثعبان الضخم بعدها تركني لينتصب امامي كالرمح وفي لمح البصر اخترق جسدي هنا احسست بقوة خارقة لم اعهدها من قبل حركت جسدي بعنف وهمدت لاعود انظر للشاب المرمي على الارض واذا به جثة هامدة ادركت انه قد فارق الحياة ...تركت المكان بعد ان حملوا الجثة والناس في هرج وتاسف وسخط على السائق الفار .
لما عدت الى الدار كان جسدي قد فقد رغبته في النوم بعد ان راح الفجر ينشر خيوطه الفضية على الكون الغارق في سباته لينشر فيه الحياة من جديد..كان يوم لا يختلف عن غيره الا انني بديت فيه نشيطا ويغمرني شعور بالاقبال على الحياة بقوة (وانا الذي طلقتها منذ زمن)،بعد انتهاء الدوام قفلت عائدا الى البيت وفي طريقي مررت بمكان حادث الليلة الفارطة حاولت اسراع خطاي لتفاديه بسرعة كي لا اتعب ذهني في تذكر الحادث الاليم الا ان رجلايا كانت خارجة عن ارادتي وراحت تتباطئ فكنت مجبرا على النظر الى مكان الحادث لايزال هناك بقية من دم الشاب على الارض حاولت تجاهلها لكن بقع الدم هذه كانت تجمع بعضها وتصدر انينا يصم الاذان فجاة طارت هذه البقعة ولطمت وجهي كدت من فرطها ان اسقط للخلف لكن القوة التي لازمتني طول اليوم جعلتني انتصب من جديد لتزداد القوة قوة وشعرت برغبة في الصراخ والقبض على هذا العالم بيد واحدة وكان ماردا داخلي تحرك وتحرر من قيوده احسست انني انسان اخر لم اعد اعرف نفسي هل انا هو ام شيئ سكنني وحل محلي رغم انني لم اشاهد الحادث من بدايته ولم اتمكن من رايت السيارة ولا السائق الفار الا انني وجدت شريط الاحداث يمر امام عينايا وتجلت لي السيارة وصاحبها وحديث داخلي يحثني على الانتقام ومحاسبة الجاني وفي لحظة ثوران رحت اركض كانت الشوارع خالية حتى بدت وكانها مدينة اشباح لست ادري كم قطعت من المسافة لكنني توقفت امام احد العمارات القيت نظرة حولي واذا بالسيارة متوقفة رحت اصعد السلم لا ادري ما اقصد فانا لا املك خيار نفسي توقفت امام احد الابواب راحت يدي تدقه بعنف لما انفتح الباب وقعت عينايا على رجل متوسط العمر هو نفسه من كان يبدو في شريط الاحداث الراسخ في ذهني ادركت انه الفاعل قبل ان ينبت باي كلمة رحت ادفعه الى الداخل سقط على ظهره فقبضته من رجله ورميت به الى الحائط تركته يتالم وجلست ادخن سيجارة اخذتها من علبته الموضوعة على الطاولة اخت منها نفسا عميقا ثم استدرت اليه بعد ان حبس انينه واقتربت منه حملت راسه وقربته من وجهي (هل تعرف هذا ) رد بجهد (لا لم يسبق لي ان رايتك) قلت عد بفكرك الى البارحة اليس رقم سيارتك 41/105/444 فهز راسه بلى (لكن من انت ) انا من ازهقت روحه البارحة وفررت ظنا منك انك ستنجو من العقاب هنا كان الرجل قد غشيته هالة من الذعر .اخذته من عنقه وقدته امامي الى الشارع رميت به الى السيارة وادخلت يدي في جيبه واخرجت المفاتيح فتحت الباب وادرت المحرك وهو ينظر لايقوى على الكلام (انظر امامك فرصة قبل ان تموت هيا اهرب وان لحقتك ستكون نهايتك تحت عجلات سيارتك ) لم يصدق ما قلت فانطلق كالبرق ولا يكاد ينظر خلفه رحت اتبعه بالسيارة وكنت اذا لحقته ابطات قليلا حتى تبدو له فرصة في النجاة يعود ليجدني خلفه حين لم تعد رجلاه تقوى على الركض وخارت قواه وادرك انه لا نجات له توقف واستدار الي كانت علامات التوسل بادية على محياه وهو يطلب الرحمة توقفت ورحت اتامله ثم رجعت بالسيارة الى الخلف حتى ضن انني تاركه وضعت محول السرعة على الدرجة الرابعة وضغطت على الوقود بكل قوة فراحت عجلات السيارة تدور بقوة ناشرة سحب من الدخان وهي تتوجه نحوه كانت عيناه في عينايا وهو ينظر الى نهايته الحتمية وبماذا بسيارته المسافة بيننا تتقلص شيئا فشيئ حين اوشكت على رطمه وقع على ركبتيه طئطئا راسه ولم ارى بعدها الا وجسده يعلو الى السماء ثم يهوي بعيدا لا حراك له واصلت السيارة حتى ارتطمت بعمود النور لحظتها شعرت ان جسدي قد اصبح خفيفا وانه تحول الى قطعة قماش رثة وكانني كنت اعيش كبوس لكنني وجدت نفسي امام حادث اخر ويدايا لا تزال على مقود السيارة وادركت انني دون قصد كنت الفاعل نزلت وانا لا اصدق ما حدث اقتربت من الرجل واذا به قد فارق الحياة نظرت حولي لم اجد احدا فكرت في ترك المكان والتستر على الامر طول الطريق وانا استعيد الاحداث ولا اذكر الا منظر الدم وهو يسيل من اذن الرجل ولم افطن الا وانا داخل قسم الشرطة ابلغ بارتكابي للحادث وتحمل جرم ربما لم ارتكبه...