جميلٌ أن تكون ممن سخَّر جوارحه في طاعة الله وانطلق بهمته إلى ما يحبه الله ويرضاه ..
حينها يكون قد أشرق في القلب نور الإيمان , وامتلأت الروح بمحبة الرحمن
قال تعالى : { يهدي الله لنوره من يشاء }
( النور : 35 )
فالله هو الهادي وهو المرسل لهذا النور في قلوب أولياءه
وهذا النور مقتبسٌ من الوحي , فالقرآن نور , والسنة نور ,
قال تعالى
" فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا "
وإذا كان الله قد سمَّى الدين والوحي نور . فاعلم أن نصيبك من هذا النور على قدر التزامك بهذا الوحي
ونور الإيمان الذي سكن في قلوب المؤمنين متفاوتٌ على قدر تفاوتهم في قربهم من الرحمن , فهذا قد مُلئ نوراً وإيماناً وبجانبه من هو أضعف منه نوراً , وما ربك بظلام للعبيد .
وهذا النور يقوى حتى يظهر على صفحات الوجه , حتى إنك ترى بعض الناس وعلى وجوههم إضاءة من نور . فما هو ؟ إنه نور الإيمان ,
ولهذا قال ابن عباس : " إن للحسنة ضياء في الوجه , ونوراً في القلب "..
وهذا أحدهم يسأل الحسن البصري : لماذا أهل صلاة الليل أحسن الناس وجوهاً ؟
قال : خلَوْا بالله فألبسهم نوراً من نوره
ولا يزال العبد يُنافس في الحسنات ويسابق إلى الصالحات حتى يقوى نور الإيمان في قلبه ,
ولا يزال هذا النور يُتحف صاحبه بالهدايا , فيأتيه في قبره , فيضيئ له كالقمر ليلة البدر , كما صح في الحديث .. وفي يوم القيامة , حيث الأهوال والمصائب
إذا بك تلتفت فترى هناك فئة وعلى وجوههم نوراً عجيباً وصفه الرسول
بقوله :
" أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ".
وعند المرور على الصراط وفي شدة الظلام , يُشرق نور الإيمان لأهله ,
قال تعالى
: { يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبإيمانهم } .
( الحديد : 12 )
فيعبرون على الصراط بهذا النور وينطلقون بكل سرعة نحو الجنان .. وحينما يدخلون الجنان إذا بهم في قصورها وبين أنهارها وتحيط بهم أشجارها وثمارها , وهم مع زوجاتهم من الحور العين , والخدم يطوفون بهم ولا يزالون في نعيم مقيم أبد الآباد
وهذا جزاء كل من تمسَّك بنور الإيمان ..
فاللهم هب لنا من لدنك نورا
يا رب يعجبكم
ومنتظر ردودكم