بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين .. سيدنا محمد الصادق الأمين
وعلى آله وصحبه ومن اتبعه إلى يوم الدين
ما هي الحياة ..معنى جديد عبره و عظه لمن يتعظ
مــا هــي الحـيـــاة؟
منذ زمن بعيد جداً كان الامبراطور يحدث أحد الفرسان بالقصر ..
فقال الامبراطور للفارس ..
اركب حصانك واجري به بقدر المستطاع ..
وعند آخر نقطة تقف فيها ستصبح كل الأراضي التي جريت عليها ملكاً لك !
*هيا إذهب*
فامتطى الفارس جواده وانطلق بأقصى ما يستطيع من سرعة ولم يتوقف نهائياً للراحة ..
لأنه بمجرد أن يتوقف سينتهي العرض ..
فظل يجري ويجري، مهما شعر بالجوع أو العطش أو الارهاق فلم يبالي بذلك ..
حتى أعياه التعب وأصبح غير قادر على الحركة بسبب الارهاق والجوع والعطش والألم ..
صحيح أنه قطع مسافة طويلة جداً أكثر مما كان يتوقع ..
لكنه أصبح في حالة احتضار، إنه بالفعل يموت !!!
فقال في نفسه: لماذا بذلك كل هذا الجهد؟
لماذا ضغطت على نفسي بهذا الشكل؟
لماذا دفعت نفسي لتغطية أكبر مساحة ممكنة ..
في حين إنني الآن أموت ولا أحتاج إلا لمساحة صغيرة لأدفن بها.
*ثم مات الفارس*
غرتنا الدنيا بملذاتها واغراءاتها ولكن هل اعتبرنا يوم سنرحل !!
فحال هذا الفارس هو حال أغلب من في الارض
الا من رحم ربـــي
هذه هي الحياة ..
ندفع بأنفسنا طول حياتنا لصنع المزيد من المال .. المزيد من التوفير ،،،
إذا غطينا احتياجاتنا الأساسية، سعينا لتلبية حاجاتنا الكمالية ..
واذا غطينا حاجاتنا الكمالية سعينا لتغطية الرفاهيات!
لماذا؟
ألهذا خلقنا؟
أهذا هدفنا في الحياة ؟
إذا نظرنا خلفنا في يوم ما سنجد أننا لم نفعل شيء ..
وكأن الحياة كلها ما هي إلا ملذات ومتاع !
اعملوا ليوم لن ينفعكم فيه الحصان ولا أراضي الامبراطور !!
عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال: أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بمنكبي ؛ فقال: "كنْ في الدنيا كأنَّك غريبٌ ، أوْ عَابِرُ سَبيلٍ" ، وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت ؛ فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك ...[ رواه البخاري: (6416) ، والبيهقي: (3/369) ، وابن المبارك في "الزهد": (13) ، والبغوي: (4029) ، والقضاعي في "مسند الشهاب": (644) ، وابن حبان: (298)] .
وكان قدوتنا نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) يقول: "مالي وللدنيا إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها " ..[ رواه أحمد: (1/391) ، والترمذي: (2377) ، وقال: حسن صحيح ] .
هل عرفتم معنى الحياة !! هل عرفتم !!
وبالفعل صدق من كتب هذه السطور
فهذه هي الدنيا{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً} [ الحديد:20] .
ومن ثم كان متاعها غروراً ، وزخرفها زوراً .. (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)(آل عمران: من الآية185) .
لأنه لا استقرار له ، ولا دوام معه ، ولا أمان من سلبه ..
فهي إلى زوال ، وإن طال المقام ، وما مقامها بطويل .. إن هي إلا أنفاس معدودة في أماكن محدودة ، يحصرها عمر مقدر ، وما يعمر من معمر ـ فيها ـ إلا كعابر سبيل ...
أحلامُ نومٍ أو كظل زائلٍ .... إن اللبيـبَ بمثلها لا يـُخــدع
فبحسب سعيك هنا ؛أن تكون مكانتك هناك ...
لا دار للمــــــــــــرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبـــــل المــــوت بانيهـــــا
فإن بنـــــــاها بخير طــــاب مســــــكنه وإن بنـــــــاها بشر خــــاب بانيهــــــــا
وأصلي وأسلم على البشير النذير الذي أضاء لنا الطريق وبين لنا السبيل ..
اللهم إني أدعوك باسمك الأجلِّ الأعزِّ وأدعوك باسمك الأحد الصمد وأدعوك باسمك العظيم الوتر وأدعوك باسمك الكبير المتعالي أن ترزقنا لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك من غير ضرَّاء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين"
احبكم × الله