أنفلونزا الخنازير".. ذريعة الأوقاف لمنع الاعتكاف بالمساجد

<td width=1>

ردود فعل متباينة أثارها قرار وزارة الأوقاف المصرية منع الاعتكاف في المساجد التابعة للوزارة ماعدا 3032 مسجد فقط ، متعللة بالخوف من انتشار فيروس "أنفلونزا الخنازير" وسط المعتكفين ، فالكثير اعتبرها "حجة" لإحكام السيطرة علي المساجد خوفا من نشاط الجماعات الإسلامية خلال العشر الأواخر من الشهر الكريم.

وانضمت الجمعية الشرعية الرئيسية للكتاب والسنة التي يتبعها حوالي 20 ألف مسجد هي الأخرى إلي الوزارة والتي طالبت بعدم الاعتكاف خلال شهر رمضان مؤكدة أنه لا مبرر لإحياء سنة الاعتكاف هذا العام، بسبب ظهور مرضى أنفلونزا "الطيور" و"الخنازير" وانتشار هذه الأمراض الفيروسية من خلال التزاحم والتواجد بشكل مكثف في مكان ضيق.

وأصدرت الجمعية بياناً رسمياً نشره موقع الجمعية علي الانترنت، جاء فيه: "إن الاعتكاف لا يجب على الناس فرضاً إلا أن يوجب المرء على نفسه الاعتكاف نذراً" وبناء على هذا الإجماع حكم الشافعية والمالكية بأن الاعتكاف سُنة مؤكدة فى العشرة الأواخر من رمضان وغيره، ومن القواعد العامة فى التشريع الإسلامي أن الواجبات مقدمة على السنن والمندوبات، ومن الواجبات الحفاظ على صحة الإنسان واتخاذ الأسباب البشرية للوقاية من الأمراض مع الاعتقاد بأن الأسباب لا تؤثر إلا بإرادة الله عز وجل".

وطالبت أيضا هيئة علماء الجمعية الشرعية بمصر المسلمين أن يأخذوا الرخصة الشرعية في تنفيذ سنة الاعتكاف عند الأئمة الثلاثة؛ بانعقاده دون المبيت، فيدخلون المساجد بنية الاعتكاف وبخاصة في أوقات الصلاة والتراويح، إلا إذا كان هناك نذر واجب فعلى الناذر الوفاء به".

وأضاف البيان: إن"على كل معتكف يريد المبيت أن يأخذ حذره بأن يتأكد من خلوه من أعراض المرض، ومراعاة الشروط الصحية في مكان الاعتكاف، مع استحضار أن المريض الذي كان معتادا على الصلاة في المسجد فمنعه المرض يكتب ثواب خطواته إلى المسجد وهو في بيته".

المقاصد الشرعية

<td width=1>
د . سالم عبد الجليل

وقد واجه القرار بردود فعل متباينة من قبل رجال الدين فمن ناحيته، أشاد الدكتور سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة الإسلامية، بقرار الجمعية الشرعية، مؤكداً أنه يتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية من ضرورة الحفاظ على حياة الإنسان باعتبارها من المقاصد الشرعية الخمسة، التى دعا الإسلام للحفاظ عليها.

وقال عبد الجليل : "الاعتكاف سنة بينما الحفاظ على صحة الإنسان فريضة، ولذلك فإنني أدعو أي مريض خاصة إذا كان مصاباً بمرض معد ألا يذهب للصلاة في المسجد ويؤديها في بيته بما في ذلك "صلاة الجمعة"، للحفاظ على حياته وسلامة الآخرين.

وهو ما أيده الدكتور محمد مختار المهدى، رئيس الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة المحمدية، إن صيانة المسلم والحفاظ على حياته مقدمان على سنة الاعتكاف، مشيراً إلى أن هيئة علماء الجمعية الشرعية تميل إلى الأخذ برأي جمهور العلماء في انعقاد الاعتكاف بالنية والمكوث في المسجد ولو للحظة ومن أراد الأخذ بالرأي الآخر فسيتحمل مسؤوليته عن نفسه وعن غيره في ظل الخطر الماثل في المجتمع.

ودعا المختار لضرورة استغلال أيام وليالي رمضان المباركة في ذكر الله وقراءة القرآن وتدبر معانيه وتخلية القلب من شواغل الحياة ليستقبل بركات رمضان.

تضييق لا أكثر

فيما يري الدكتور عبد الواحد الصيفي أستاذ أصول الدين أن الاعتكاف من شعائر الإسلام الظاهرة حيث ينتظر المسلمون هذا المظهر بشوق كل عام لأنه بمنزلة المجدد للأيمان في النفوس، والعمل الذي تسمو به الأرواح بعد الذكر والطاعة والعبادة، مؤكدا أن الاعتكاف والقيام من الأمور التي أجمعت عليها الأمة، واتفق عليها العلماء ، تأسيا بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ، وصحابته والتابعين من بعده.
<td width=1>
الشيخ محمد المختار المهدي

واستثنى الصيفي وجود ظروف خاصة تحقق مصلحة العباد بمنع هذه الأعمال، والا :"لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"،معتبرا منع الاعتكاف أو صلاة التهجد في المساجد تضييق على المسلمين لا أكثر وهو ما نعاني منه كل عام وليس بجديد .

وعن انتشار مرض أنفلونزا الخنازير ، يقول :"إن كانت هناك ثمة أمور ملحة وضرورة شرعية أو اجتماعية تتحقق بها المصلحة العامة، فلا بأس بشرط أن يكون المنع مؤقتا، وفق الظرف المانع وليس بصفة دائمة، لأن الأصل في العبادات حتى النوافل منها هو الأداء والديمومة، مضيفا انه بمنع الاعتكاف في بعض المساجد يؤدي التي التكدس في المساجد الاخري".

حجج واهية

من جانبه ، يري الدكتور لطفي عبد الحميد أستاذ الشريعة الإسلامية أن التعلل بالحماية من انتشار المرض حجة واهية لتحديد المساجد بهدف إحكام امن الدولة السيطرة عليها ، متسائلا لماذا لم تمنع الدولة الخيم الرمضانية والتي يتنشر فيها كل أنواع الفساد ويكون العدد فيها والزحام أكثر من أي مسجد ، ولماذا لا تمنع حفلات المطربين الليلية .

وأشار إلي أن الإسلام أباح المنع في حالة عدم القدرة علي السيطرة فنحن الآن يمكن السيطرة من خلال الوسائل الطبية المتاحة وتوفير طبيب في كل مسجد للكشف علي المعتكفين في حالة الشك .

وأشار إلي أننا في مرحلة انهيار أخلاقي مما يستلزم العمل بكافة الوسائل على تقوية الصلة بالله وزيادة مشاعر حب الله لسدِّ هذا الفراغ الأخلاقي ، موضحا أن الاعتكاف في العشر الأواخر تعتبر مدرسة روحية خاصة من الصعب تعويضها.

أمر معتاد

ويري الدكتور علي رضوان أستاذ علم الاجتماع السياسي ، أن هذا الأمر معتاد فلما الاستغراب فمن غير أسباب تمنع الدولة الاعتكاف في كثير من المساجد ، وتمنع أيضا أي تجمعات ، مشيرا إلي التدخل السافر من قبل الأمن في المساجد التابعة للأوقاف أو الغير تابعة.

» إصابة نهال عنبر و ابنها بـ أنفلونزا الخنازير
» سعدان يحذر لاعبوه من الغرور أمام زامبيا.. وبوعزة سليم من أنفلونزا الخنازير
» "وول ستريت جورنال" (8/17) "فولكسفاغن" تجمع 5.7 مليارات دولار لشراء حصة
» برنامج " خايف عليك " في سلسله ( الرحله الي الدار الاخره ) مع فضيله الشيخ " ايمن صيدح " كامل 24 حلقه بصيغه mp3 علي اكثر من سيرفر
» محدث بالفيديو: الإسماعيلي يفوز على المقاولون بهدف "على ياعلى ياعلى" .. وجماهير الدراويش أخيراً تغنى "أرقص .. يا حضرى"